مع بزوغ فجر الثلاثاء 24 آب الجاري، يستقبل سكان الجزيرة العربية سنة جديدة، يعلن عنها ظهور نجم "سهيل"، ليبشر بقرب اعتدال درجة الحرارة، وتبدأ مشاهدة النجم، الذي يبعد نحو 300 سنة ضوئية عن الأرض، في النصف الجنوبي للجزيرة العربية الثلاثاء، ولكن لن يمكن مشاهدته في المناطق الشمالية قبل الخامس من أيلول المقبل.
وينتظر سكان الجزيرة العربية طلوع نجم "سهيل" بفارغ الصبر، فمع طلوعه تبدأ حقبة جديدة من فصول السنة، حيث يبدأ الجو بالتحسن قليلاً، ويبرد الماء، ويزيد الظل طولاً، ويطول الليل، ويقصر النهار، وتقل عدد ساعات النهار المعرضة لحرارة الشمس.
وعن ظهور هذا النجم، يقول الفلكي والمؤرخ الكويتي، عادل السعدون، إن سكان الجزيرة العربية كانوا يستخدمون "التقويم القمري" وليس "التقويم الشمسي" بمعطياته الحالية، لذلك قسموا السنة إلى 14 موسماً، تبدأ في 24 آب من كل عام، وهو بدء طلوع نجم سهيل، فكان ما يعرف بـ"السنة السهيلية"، التي تحدد مواسمها بمطالع النجوم.
وأضاف على ما جاء ذكره من قسم الاخبار في مركز البحوث والدراسات الفلكية ((A.R.C أن العرب أدركوا منذ القدم أن الشهور القمرية لا تتوافق مع فصول السنة، وهي الصيف والخريف والشتاء والربيع، فأوجدوا طريقة يعرفون بها الفصول والمواسم، وجعلوا بداية هذه السنة ابتداء من طلوع نجم سهيل واختاروا هذا النجم لان طلوعه يعني بداية للتغير الفصلي الذي ينهي "ريح السموم."
وأشار إلى أن مشاهدة نجم سهيل ممكنة في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، أما في النصف الشمالي حيث الجزيرة العربية تقع ضمن نطاقه، فلا يظهر في سمائها باتجاه الجنوب إلا في أواخر الصيف، مبشراً بقرب انتهاء الحر القائظ وبداية الاعتدال.
وأضاف السعدون، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الكويتية "كونا"، أن الشمس في هذا الوقت تميل نحو الجنوب، ويزداد اقترابها من خط الأفق يوماً بعد يوم، بحيث يكون ارتفاعها عن الأفق 71 درجة، مقارنة مع 84 درجة في منتصف شهر حزيران في الكويت، مما يجعل أشعتها أقل حرارة.
وعن التعريف الفلكي لنجم سهيل، قال الفلكي الكويتي إنه "من النجوم الجنوبية، طالعه المستقيم ست ساعات و24 دقيقة، وميله 52 درجة و41 دقيقة جنوب خط الاستواء السماوي"، وأوضح أنه بسبب ميله الجنوبي لا يمكن مشاهدته في الدول التي تقع على خط عرض 38 درجة شمالاً وأكثر، وعكس ذلك فإنه يشاهد طوال السنة في الدول التي تقع جنوب خط الاستواء..