قال خبراء في الفلك إن من بين كل ستة نجوم يوجد نجم يضم كوكبا بحجم الارض في مدار قريب على نحو يشير الى وجود مجموع 17 مليار كوكب من هذا النوع في مجرتنا.
جاءت النتائج العلمية هذه بناء على دراسة تحليلة لمجموعة كواكب "مرشحة" اجراها مرصد كيبلر لبحوث الفضاء التابع لوكالة الفضاء والطيران الامريكية (ناسا).
وقد اعلنت النتائج العلمية في الاجتماع رقم 221 للجمعية الفلكية الامريكية في ولاية كاليفورنيا.
لحظة انتقال
دأب تليسكوب كيبلر منذ اطلق الى مداره في عام 2009 على النظر الى جزء ثابت من السماء واستطاع رصد ما يزيد على 150 ألف نجم في مجال رؤيته.
كما تمكن التليسكوب من رصد الخفوت الضئيل لضوء النجم اثناء مرور أحد الكواكب امامه وهو ما يعرف بلحظة الانتقال.
لكن هذا القياس مضلل للحقيقة نظرا لتغير مجمل الضوء بمقدار كسر ضئيل في المئة، كما انه ليس كل خفوت للضوء يكون نتيجة انتقال كوكب ما.
ويسعى فرانسوا فريسين، لدى مركز هارفارد-سميثسونيان لعلوم فيزياء الفلك والذي اكتشف اول كواكب بحجم الارض، لمعرفة انه ليس كل ما رصده كيبلر ربما تمثل كواكب مرشحة فحسب، بل يسعى لرصد اي الكواكب التي لم يتمكن كيبلر من رصدها بالاساس.
وقال فريسين لبي بي سي "يتعين علينا تصحيح امرين، اولا ان قائمة كيبلر للكواكب المرشحة غير كاملة، فنحن نرى فقط الكواكب التي تنتقل امام نجومها المضيفة، وهي نجوم تضم كواكب محكمة الاصطفاف بامكننا رؤيتها، ولكل كوكب من هذا النوع هناك العشرات التي لا توجد لديها كواكب من هذا النوع.
واضاف "الامر الثاني الواجب تصحيحه يكمن في قائمة الترشيحات ذاتها، هو ان هناك بعض الكواكب غير الحقيقية التي تنتقل خلال نجومها المضيفة، كما لها مظاهر اخرى من حيث طبيعتها الفيزيائية الفلكية."
وربما يضم ذلك، على سبيل المثال، نجوما ثنائية، وهي عبارة عن نجمين يدور احداهما حول الاخر، حيث يحجب احدهما ضوء الاخر اثناء عملية الانتقال.
ويفسر فريسين ذلك قائلا "حاكينا جميع المظاهر (الفلكية) المحتملة، وتوصلنا الى ان نحو 9.5 في المئة فقط يمثل كواكب رصدها كيبلر، والبقية كواكب حقيقية."
وتشير النتائج ان 17 في المئة من النجوم تضم كوكبا يصل حجمه الى 1.25 مرة حجم كوكب الارض في مدارات قريبة تدوم 85 يوما فقط او أقل على نحو وثيق الشبه بكوكب عطارد.
وهذا يعني ان مجرتنا، درب اللبانة، تضم على الاقل 17 مليار كوكبا بحجم كوكب الارض.
منطقة صالحة للسكنى
استطاع فريسين نشر تحليل لاحدث قوائم كيبلر، وهي في حد ذاتها تزيد على نحو كبير مقارنة بتلك النتائج التي ذكرها كريستوفر بورك لدى معهد (سيتي).
وكان بروك قد اعلن عن 461 كوكبا مرشحا جديدا، وهي تماثل كوكب الارض مع فروقات ضئيلة بالزيادة او النقصان، وهي كواكب يصعب اكتشافها على نحو خاص حتى الان.
وقال بروك لبي بي سي "الشئ المهم على نحو خاص هو وجود اربعة كواكب، اقل مرتين من حجم الارض، ربما تقع في منطقة حول نجم ربما تحتوي على ماء سائل يصلح للحياة."
أحد هذه الكواكب الاربعة يعادل حجمه مرة ونصف حجم الارض، وهي تقع حول نجم في هيئة تشبه شمسنا، وربما تسمح البيانات المتاحة حاليا باكتشاف كوكب "الارض 2".
واضاف ان هذا الاكتشاف "مهم للغاية لكونه يمثل نقطة انطلاق حقيقية لمعرفة حساسية مثل هذه الاشياء في المنطقة الصالحة للسكنى – فنحن على مشارف حدود احتمال العثور على كواكب تحمل مقومات الحياة."
وقال وليام بوروكي، المعني بمهام البحث الرئيسية لمهمة تليسكوب كيبلر، انه "سعيد" لمجموعة النتائج العلمية الجديدة.
واضاف "الشئ الاهم هو الاحصاءات – ليس العثور على أرض واحدة بل العثور على مئة أرض – هذا ما الذي سنراه بمرور السنوات من خلال مهمة كيبلر، لانه مصمم لرصد الكثير من الكواكب الشبيهة بالارض."