ثناء رصده للملايين من الثقوب السوداء الهائلة شديدة الحرارة، أضاف تلسكوب فضائي نتائج إضافية إلى قائمة النتائج المهمة التي خرج بها ومنها اكتشاف مجرات "هائلة" أخرى.
وكانت هذه النتائج التي أظهرها التلسكوب (وايز) الذي يعمل بالأشعة تحت الحمراء، والتابع لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، غير واضحة بسبب الغبار.
إلا أن هذا التلسكوب يمكنه أن يرصد الاتصال بين درجة الحرارة والطول الموجي، لذا فإنه رصد لأول مرة بعض الأجرام شديدة التوهج في الفضاء.
وسيساعد هذا الاكتشاف الفلكيين على أن يتعرفوا على كيفية تشكل المجرات والثقوب السوداء.
ومن المعلوم أن معظم المجرات الكبرى بها ثقوب سوداء في مركزها، تتغذى في بعض الأحيان على الغازات والأتربة والنجوم التي حولها، كما أنها تنشر في بعض الأحيان طاقة تكفي لإيقاف تشكل النجوم تماما.
ويظل السر وراء كيفية تشكل المجرات والثقوب السوداء معا لغزا محيرا، كما تبرز البيانات التي يخرجها تلسكوب وايز بعض المفاجآت.
رؤية فريدة
ويمد التلسكوب وايز الفلكيين بما يعتبرونه الآن رؤية فريدة عن الكون، فهو يسبر الفضاء ليرصد الأطوال الموجية لأضواء أبعد من التي نراها، ويخرج لنا بمعلومات لم يكن يتسنى لنا قراءتها.
وكان أحد الاكتشافات لهذا التلسكوب هو أنه رصد عام 2011 كويكب طروادة ، يدور أمام الأرض في نفس مدارها.
إلا أنه وفي آخر النتائج، تفرد وايز بكونه قناصا لا يبارى للثقوب السوداء.
وقال دانييل ستيرن من مختبر الدفع النفاث التابع للوكالة الفضائية، والكاتب الرئيسي لإحدى الدراسات الثلاث التي تم نشرها يوم الأربعاء: "لقد تمكنا من حصر الثقوب السوداء."
وكان ستيرن وزملاؤه يستخدمون منظومة التليسكوب الطيفي النووي "ناستار" لكي يختبروا أشعة اكس التي تنبعث من ما يعتقد أنها ثقوب سوداء كان تليسكوب وايز قد رصدها، ومن ثم يقدمون نتائجهم في ورقة بحثية تُنشَر في دورية "آستروفيزيكال" العلمية.
مجرات شديدة الحرارة
ويقول ستيرن: "يقوم تليسكوب وايز برصد الثقوب في الفضاء ، ومن ثم يعمل تليسكوب ناستار على منحنا رؤية جديدة تماما لأشعة اكس ذات الطاقة العالية التي تنبعث منه، مما قد يفيدنا في معرفة السبب وراء حجمها الهائل."
وتركز الدراستان الأخريان، والتي نشرت إحداهما في دورية آستروفيزيكال العلمية ولم تنشر الأخرى بعد، على المجرات شديدة الحرارة والتوهج التي لاتزال محجوبة حتى الآن بسبب الغبار، والتي يطلق عليها "الهوت-دوجز".
وحتى الآن، هناك ما يقرب من ألف مجموعة مرشحة لأن تصنف كمجرات يمكنها أن تفوق وهج الشمس بمئة ترليون مرة.
ويقول بيتر آيزينهارد من مختبر الدفع النفاث، والكاتب الرئيسي للدراسة التي تتحدث عن أول نتيجة للهوت-دوجز توصل إليها تليسكوب وايز: "هذه المجرات الغبارية تعد نادرة؛ بحيث يحتاج تليسكوب وايز لأن يقوم بمسح كامل للسماء حتى يرصدها."
وأضاف: "نرى بعض الدلائل على أنه من الممكن أن تكون تلك المجرات قد تكونت ثقوبها السوداء قبل تشكل مجموعات النجوم فيها."
وتتاح البيانات التي يرصدها تليسكوب وايز حتى يتسنى للعلماء الآخرين من خارج هذا التشكيل البحثي أن يستفيدوا منها في دراساتهم، ومن ثم يكون لدينا في المستقبل كم لا بأس به من الدراسات حول تلك الأجزاء البعيدة من الكون.