تسود في العالم المعاصر مادة بلاستيكية، حلت على مدى العقود الأخيرة محل المواد الكثيرة التقليدية مثل الخشب والجلد والمعدن. ومع مرور الوقت أصبحت الأزياء والأثاث ودورات المياه ومواد البناء وحتى الأسلحة بلاستيكية أيضا. وقد ساعد رمز العصر الاصطناعي هذا العلماء في صنع ثقب أسود.
ويعود سبب ذلك إلى رغبة الباحثين في محاكاة تأثير قوة الجاذبية على الضوء المار في ما يسمى بمجال الفوتونات باعتباره المجال الذي تزداد فيه قوة الجاذبية إلى درجة تجعل الفوتونات تسير في الفضاء بمدارات خاصة بها.
ومن المعروف أن الثقوب السوداء الفضائية تمتلك قوة جاذبية هائلة. وأراد العلماء الاطلاع على ما يحدث على هامش الأحداث، حيث لا تنحني الأشعة فقط، بل وينحني الفضاء والزمن أيضا.
ومن أجل محاكاة ما يحدث في الفضاء بمقياس أصغر أضاف العلماء بقعا مصغرة لشبه موصل ( نقاط كمية) تضيء بتأثير الزجاج المنصهر المصنوع من مادة الأكريل (البلاستيك). ثم وضعوا هذا الخليط على صفيحة بلورية دوارة وجعلوه ينتشر عليها. وحصل المهندسون بذلك على نموذج تتناسب مؤشرات انحناء الضوء في مادته البلاستيكية مع تغير انحناء الفضاء بالقرب من ثقب أسود حقيقي.
وتمكن العلماء من تبيان حركة الضوء بالقرب من مجال الفوتونات باستخدام الإضاءة الليزرية التي تشكل دائرة، حيث تنحني أشعة الليزر وبقدر ما تبتعد عن المركز كأنها تتأثر بقوة جاذبية الثقب الأسود. وأطلق على تلك الظاهرة لقب العدسة التجاذبية وتستخدم على نطاق واسع في علم الفلك لدراسة الكواكب البعيدة التي يحتمل اكتشاف الحياة فيها.