قام فريق من الباحثين من جامعة ولاية كنساس بأطلاق مشروع ممون من قبل الادراة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء. حيث تبلغ قيمة المنحة الممنوحة لهذا المشروع الذي يقوم به الفريق ما يقارب 1,2 مليون دولار.
حيث ذكر قسم الاخبار في مركز البحوث والدراسات الفلكية (A.R.C) بأن الفريق يتكون من بارستو توماس وهو أستاذ في علم الحركة, و ستيفن وارن وهو أستاذ مشارك ايضا متخصص في الهندسة الكهربائية وهندسة الكمبيوتر, و راسل تايلور وهو مهندس متخصص في تصمم مختبرات الالكترونيات, و أدي كارل وهو طالب في دكتوارة في علم التشريح وعلم وظائف الاعضاء. و سالينا التي سوف تدرس الخصائص الفيزيائية اللازمة لرائد الفضاء لتنفيذ مهامه الملقى على عاتقه على القمر. و سوف يقوم الفريق ايضا بدراسة السبل الكافية لتقييم ما اذا كان الشخص لدية ما يكفي من القدرات المادية اللازمة لتنفيذ المهام.
حيث قال أستاذ علم الحركة بارستو توماس " أن السفر في الفضاء خطير بحد ذاته, حيث تكمن الخطورة في أنعدام الجاذبية ووصولها الى الصفر مما يؤدي الى تدهور وضعية اجسادنا بطرق مختلفة".
حيث أن محيط الجاذبية الصغرى يسبب ضعف العضلات وضعف الجهاز المناعي, و يؤدي أيضا الى تدهور قدرة نظام القلب والاوعية الدموية لتنظيم ضغط الدم. حيث أكد بارستو في قوله أن في مثل هذه الظروف سوف تأثر بشكل أو بأخر على قدرة رائد الفضاء في أداء مهامه الضرورية, مثل تسلق السلالم أو المشي أو فتح الابواب . ولسلامة رائد الفضاء, تريد ناسا التأكد من ان رواد الفضاء لديهم اللياقة الجسدية الكافية لاداء هذه المهمات في الرحلات المستقبلية الى القمر أو حتى الى المريخ.
و يؤكد بارستو مرة اخرى بقوله " يبدو لنا من انها مهام بسيطة لرائد الفضاء وكجزء من حياته على القمر أو على مناطق اخرى, ولكن بالعكس قد تكون مهدده لحياة رائد الفضاء اذا لم يكن قويا كفاية للقيام بهذه المهام".
حيث يقول باسترو بأن الهدف من البحث هو لتطوير الاختبارات البسيطة أو القيام بسلسلة من الاختبارات التي تمكن رائد الفضاء من استخدام هذه الاختبارات للتعرف على ظروفهم الجسدية وايضا لتحديد في ما اذا كانت لديهم القدرة الكافية لاداء مهامهم القمرية.
و سوف يكون لكل سنة من مدة المشروع البالغة ثلاث سنوات التركيز على جانب مختلف من السفر الى الفضاء.حيث أن في السنة الاولى من البحث سوف يقوم الباحثون بأختيار 100 شخص ليخضعون في دورة مهام العائق والتي حددتها ناسا لمحاكاة الانشطة القمرية بما في ذلك سحب دمية, وتسلق السلالم صعودا و نزولا, ودفع عربة يدوية تحتوي على صخور, والمشي لمسافة 10 كيلومتر.
وسوف يؤدي المشاركون ايضا اختبارات اللياقة البدنية مثل الركض في حلقة مفرغة و تمارين الذراع.
أما الباحث وارن فقد قام بتطوير جهاز الاستشعار والتي يمكن للمشاركين أرتدائها لقياس نشاط العضلات وقياس نشاط الاوكسجين حيث ثعطى وتعمم على كل المشاركين اثناء تأديتهم للتمارين.
وقال باسترو " نحن نأمل من هذه الاختبارات في ان تعطينا الوصف الكامل الى حد ما لقوة عضلات كل شخص, والتحمل العضلي و تحمل القلب والاوعية الدموية, حيث من خلال نتائج هذه التجارب سوف نستطيع ان نتنبأ بأدائهم خلال مهامهم في محاكاة الظروف المشابه للقمر".
أما في السنة الثانية فأن الباحثين وارن و تايلور يخططان لتطوير نظام الدعم والذي يمكن من خلاله محاكاة مستويات مختلفة من الجاذبية. أن النظام يعمل من خلال تعليق المشترك و كأنه دمية مع كابلات يتم تركيبها على منصة حيث يمكن تحويرها لتحاكي الجاذبية على القمر أو على المريخ.
حيث ان النظام يعلق بواسطه رافعة شوكية أو حاشي, بحيث يمكن ان تتحرك فوق حقل الاختبار مع العلم بأن العائق وهمي ويحاكي جو القمر.
أما في السنة الثالثة فسوف يقوم الباحثون بمراقبة المتشاركين وهم يؤدون مهامهم القمرية وهم مرتدين بزات رواد الفضاء.
أن جاذبية القمر تساوي سدس جاذبية الارض وجادبية المريخ تبلغ ثلاثة اثمان جاذبية الارض, والتي سوف تجعل بعض المهام أسهل في تأديتها من الارض. ولكن يقول باسترو بأن بزات رواد الفضاء التي يرتدونها من الممكن ان تجعل المهام أكثر صعوبة لاسيما المهام التي تتطلب استخدام اليدين في التقاط الاشياء.
ويعتزم الباحثون أيضا في تطوير الاختبارات البدنية الخاصة بالساعدين ومقدمة الساعدين.
وفي نهاية السنوات الثلاثة يأمل الباحثون في مواصلة العمل مع ناسا لوضع التدابير المضادة, أو الطرق التي تمكن رواد الفضاء في المحافظة على القدرة والقوة والتحمل في الفضاء.
وفي الختام يقول باسترو بأن هذا المشروع سوف يفتح الطريق لطلاب علم الحركة في اختراع مشاريع اخرى مهمة. حيث يتطلع باسترو الى 15 او 20 طالب في مساعدته في هذا البحث.