علماء الفلك يعثرون على البوتاسيوم في الغلاف الجوي لكوكب عملاق

قام علماء الفلك في جامعة فلوريدا بتحليل الضوء المار خلال الغلاف الجوي لكوكب عملاق أطلق عليه اسم HD 80606 b , حيث تصل مسافة بعده عن الارض الى ما يقارب 190 سنة ضوئية.حيث أستنتج العلماء بأن غلافه الجوي يحتوي على عنصر البوتاسيوم.

وقال نيكول كولن, وهو طالب في دكتوراة علم الفلك للجبهة المتحدة UF  "أنه من الرائع ان  يعمل هذا النظام بشكل جيد على كوكب المشتري", ويضيف قائلا "  أننا نعمل الان على تطبيق هذه التقنية لمراقبة الكواكب الصغيرة لمعرفة وتحديد المكونات التي يحتويها غلافها الخارجي".

ومن غرائب الصدف كما نقلها قسم الاخبار في مركز البحوث والدراسات الفلكية (A.R.C),أن يقوم فريق بقيادة ديفيد سينغ من جامعة اكستر في ديفون  في المملكة المتحدة بأستخدام نفس التقنية لكشف عن البوتاسيوم في الغلاف الجوي ل XO-2b,وهو كوكب عملاق اخر يبعد عن الارض مسافة 485 سنة ضوئية.

ان كلا الكوكبين يعرفان بعمالقة الغاز, حيث أن درجات الحرارة التي فيهما عالية جدا وفقا للمعاير الارضية, حيث تصل درجة حرارة الكوكب HD 80606 الى 2,200 درجة فهرنهايت , وعلى الكوكب XO-2b تصل الى 1,700 فهرنهايت. حيث أن هذه الحرارة تعتبر كافية لتوليد وانتاج البوتاسيوم.

معا نلاحظ, بأن هذه الدراسات تدعم وبشكل كامل النماذج الكمبيوترية السابقة التي توقعت بان تكون الاغلفة الجوية لمثل هذه الكواكب على هذا النحو. حيث تظهر لنا النتائج قيمة تقنية المرافبة الجديدة, والتي يمكن ان تكون في يوم من الايام يد عون في عملية توصيف الكواكب التي تدعم وجود الحياة.

أن النتائج التي توصلت اليها المجموعتين متوفرة الان على شكة الانترنيت وبالخصوص على موقع http://arxiv.org. حيث قدمت هذه النتائج أيضا الى المجلات الفلكية والفيزيائية, والى الملاحظات الشهرية للجمعية الفلكية الملكية.حيث يعتزم العالمان كولون و سينغ بعرض أكتشافاتهما خلال مؤتمر ExoClimes 2010 الذي سوف يعقد في جامعة أكستر يوم 7-1-2010.

أن تقنية المراقبة قد أطلق عليها تسمية ( المنظار الضيق لقياس الطيف العابر) , حيث يشير اريك فورد ، وهو أستاذ مشارك في علم الفلك الجبهة المتحدة UF ومستشار في كولون بأنه يمكن حساب استيعاب الضوء من خلال الذرات والجزيئات الموجودة في الغلاف الجوي.

ويضيف فورد قائلا  " ان هناك تحد أخر وهو أنه يجب أن تكون توقيت الملاحظات دقيق جدا, من أجل رؤية الكواكب من خلال رسم بياني ضد الاضائة الخلفية للنجوم الام".

أن علماء الفلك يقيسون الضوء الذي يمر عبر الغلاف الجوي.حيث تقوم الذرات والجزيئات بأمتصاص موجات ضوئية محددة الالوان. وتقوم بتوفير التواقيع الكيميائية  الكافية لتمكين العلماء من التعرف عليها من خلال تحليل كمية الامتصاص للغلاف الجوي للكوكب في موجات محددة. حتى يستطيع العلماء من كشف وجود ذرة أو جزيئة معينة , حيث تشبة هذه الحالة عملية اكتشاف   البوتاسيوم.
أن فريق الجبهة المتحدة (UF) المتألف من ,كولون و فورد, وبالتعاون مع زملائهم في جامعة كاليفورنيا في سانتا كروز, وجامعة ولاية بنسلفينيا , وجامعة ويسلان و جامعة ديلاغوتا في تيرينيفي في اسبانيا حصلوا على المساعدة من ابتكارات تكنولوجية اخرى.

حيث ان هؤلاء الباحثين, فضلا عن فريق أكستر, قد استخدموا واحد من اقوى التليسكوبات في العالم.,واسمه مرقاب Telescopio Canarias .وهو مرصد يحتوي على 35 مراه على مساحة تقدر ب35 قدم, ويقع في افضل المواقع في العالم لمراقبة النجوم في جزر الكناري قبالة الساحل الشمالي الغربي لافريقيا. أن الجبهة المتحدة تشترك بمقدار 5% من هذا التليسكوب الضخم, حيث يقول كولون بأن هذا التليسكوب يلتقط ما يكفي من الضوء لجعل قياس الطيف العابر ممكنا.

يقول سينغ بأنه متحمس بشأن الافاق المستقبلية للمقياس الطيفي العابر.

ويؤكد  سينغ قائلا " ان النتائج الاولية المقدمة من كلا الفريقين مشجعة للغاية", ويضيف قائلا" ما زلنا لم نكتشف القدرات الكاملة ولنهائية لهذا الجهاز".

في عام 2002 , استطاع التيلسكوب الفضائي هابل من اكتشاف عنصر مشابه وهو الصوديوم, حيث اكتشفه في الغلاف الجوي لكوكب غازي عملاق وهو HD 209458. ومنذ ذلك الحين, اكتشف العلماء عنصر الصوديوم فقط في كوكب واحد اخر.

يخطط كولون للبحث عن البوتاسيوم في الاغلفة الجوية لكواكب عملاقة إخرى للتعرف على تنوع أجواء الكوكب.